المسيرة الخضراء أكبر حدث شهده المغرب بعد الاستقلال



المسيرة الخضراء أكبر حدث شهده المغرب بعد الاستقلال

ذ. محمد المنوني

 

تعتبر «المسيرة الخضراء»، حدث المغرب البارز بعد الاستقلال، لقد كانت مناسبة العمر لتجديـد المغرب عزماته لاسترداد صحرائه.
وكانت فرصة ذهبية لإظهار المغاربة مدى تعلقهم بالصحراء السليبة.
وفي الوقت نفسه كانت نموذجا لتصميم المواطنين على استكمال وحدتهم الترابية، مهما كلفهم ذلك من تضحيات جسيمة بالنفس والمال والراحة.
جاءت «المسيرة الخضراء» لتعلن لدول العالم عربية وغربية أن المغاربة مهما كانت اتجاهاتهم، فإنهم سرعان ما يتحدون، وحول ملكهم يلتفون، للوقوف صفا واحدا، وللصمود جنبا الى جنب، استجابة لداعي الوطن، وتجاوبا مع مصلحة البلاد العليا، وتلبية للنداء الملكي السامي.
جاءت «المسيرة الخضراء» لتعلن لأقطار العالم عربية وغربية، أن شعور المغربي بواجبه، هو الطابع اللامع لهذه الرقعة من العالم الإسلامي، من القمة إلى سائر طبقات المواطنين، وهذا ما يعبره عنه تركيب المسيرة، انطلاقا من الشباب إلى الكهول إلى الشيوخ، من رجل الشارع، إلى المثقف، إلى علية الموظفين، إلى الزعماء، وعلى رأس الجميع ملك البلاد وحامي الوطن.
والمرأة المغربية ـ بدورها ـ ساهمت بالحظ الكبير والنصيب الموفر، وانتظمت ـ بحماس ـ في سلك المسيرة، ولم تتخلف السيدة الحامل المقرب عن المشاركة، فجاءها المخاض وهي تضطلع بأداء الواجب، ووضعت وليدها في خضم الوطنية الظافرة، ثم اختارت له من بين الأسماء اسم (المسيرة)، ليبقى تذكارا خالدا لمشهد بطولة المغربيات، إلى جانب بطولات الجنس الموازي.
وإلى هذا فالمسيرة الخضراء، منحت الفرصة المواتية للأشقاء والأصدقاء من الخارج، فأبدوا عواطفهم النبيلة نحو المغرب، وساهموا في الحدث الكبير بالتشكيلات المرافقة، وبالدعم المادي، وبالدفاع عن القضية العادلة في المحافل الدولية.
ومن جهة أخرى فإن الشعار الإسلامي للمسيرة، أثار تعاليق هادفة صدرت عن كثير من الجهات، ونشير ـ من بينها ـ إلى تصريح يقول فيه الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي: «إن الالتقاء الأخوي بين رجال المسيرة وأهل الصحراء، لهو ـ في نظر الإسلام ـ الاستفتاء الحقيقي، للدلالة على أخوة الشعب الواحد، وعلى رباط المعاهدة، ووحدة الآباء والأجداد، وفوق ذلك كله، وحدة كلمة الأمة الإسلامية في هذه الرقعة من أرض الأمة الإسلامية، وأن أي إجراء يختلف مع ذلك ترفضه الأمة الإسلامية ولا توافق عليه ….»

الآن ونحن في القسم الثاني من هذا العرض، نشير إلى طائفة من الأحداث المغربية جاء توقيت المسيرة موازيا لها: على مستوى العقود من السنين، أو على مستوى من القرون، مراعين في ذلك الحساب بالتاريخ الهجري :
تصادف سنة خمس وتسعين وثلاثمائة وألف مرور عشرة أعوام، على زيارة الملك فيصل بن عبد العزيز للمغرب، وهو يدعو لإحياء تكتل الأمة الإسلامية وتتألف شعوب المسلمين، وهي المبادرة التي تبلورت ـ من بعد ـ في مؤتمر القمة الإسلامي المنعقد بالرباط .
تصادف سنة خمس وتسعين وثلاثمائة وألف مرور عشرين عاما على إطلاق سراح مجموعات من الوطنيين المعتقلين في حوادث مطالبة المغرب باستقلال.
عام 1395هـ: يصادف مرور ثلاثين عاما على إطلاق سراح مجموعات من الوطنيين المعتقلين في حوادث مطالبة المغرب باستقلال.
عام 1395هـ : يصادف مرور أربعين عاما على بدء المواجهة السياسية مع الاستعمار، عقب التجمع الوطني بالدار البيضاء في رمضان 1355هـ في موضوع المطالب المستعجلة .
عام 1395هـ : يصادف مرور خمسين عاما على إنشاء جمعية الرابطة المغربية أو أنصار الحقيقة، وكانت إحدى الخلايا الأولى لتكوين الوطنية المغربية، وتأسست يوم 22 محرم 1345هـ.
عام 1395هـ : يصادف مرور سبعين عاما على صدور أول عدد من جريدة « لسان المغرب» الصحيفة الوطنية المعروفة .
تصادف سنة خمس وتسعين وثلاثمائة وألف: مرور ثلاثة قرون على استرداد مدينة طنجة: وتحريرها من الاحتلال الإنكليزي.

تصادف سنة خمس وتسعين وثلاثمائة وألف: مرور أربعة قرون، على بدء استعدادات المنصور الذهبي لاسترجاع الصحراء المغربية.
سنة خمس وتسعين وثلاثمائة وألف: تصادف مرور سبعة قرون على عمليات السلطان المريني: يوسف بن يعقوب، في سبيل استعادة وحدة المغرب الكبير.
سنة خمس وتسعين وثلاثمائة وألف: تصادف مرور ثمانية قرون على ذكرى ملك مغربي عظيم: يعقوب المنصور بطل موقعة الأرك، وقد كانت مبايعته عام ثمانين وخمسمائة، ثم توفي عام خمسة وتسعين وخمسمائة.
سنة خمس وتسعين وثلاثمائة وألف: تصادف مرور تسعة قرون، بعد ما كان يوسف بن تاشفين، قد أتم توحيد المغرب مع الأندلس.
وأخيرا: فإن سنة خمس وتسعين وثلاثمائة وألف: توافق مرور ثلاثة عشر قرنا، بعد أن عاد القائد الإسلامي موسى بن نصير، من المسيرة العربية الأمازيغية لفتح الأندلس.