الخطاب الذي ألقاه سمو ولي العهد الأمير مولاي الحسن بصحن جامع القرويين بفاس (14 يونيو سنة 1941)




الخطاب الذي ألقاه سمو ولي العهد الأمير مولاي الحسن بصحن جامع القرويين بفاس

بسم الله الرحمن الرحيم   وصلى الله على سيدنا محمد

أما بعد فخير ما يبدأ به الكلام حمد الله الذي يسر لنا أن نجتمع في هذا المسجد العتيق والمعهد الأنيق، الذي طالما انبثق منه نور الإيمان، وتبلج بأفقه صبح الإسلام، ولاحت من صحوته أشعة الإحسان، معهد القرويين، الذي نرجو من الله الكريم أن يثمر فيه الأعمال حتى ندرك بفضله كل الآمال، معهد القرويين الذي يرجو سيدنا المنصور بالله أن يكون للأمة المغربية حوضا تستقي منه المعارف الدينية والمعلومات الدنيوية، التي تكون للجميع مبعث السعادة ومصدر العرفان. هذا وقد أمرني سيدنا المؤيد بالله أن أزف إليكم البشرى بصدور أمره المولوي المنيف بتنفيذ أحد عشر ألف فرنك صلة للأساتذة ومائة ألف فرنك ليباشر بها إصلاح بعض الكتاتيب القرآنية بفاس. كما يسرني أن أتحف كل مدرسة من المدارس القرآنية بفاس بأربعة مصاحف أرجو منكم أن تبقوها آية الإخاء الذي يجمعنا والمحبة الأكيدة التي يكنها لكم فؤادي. وإذا اهتم جلالة مولانا المؤيد بالله بالوقوف بنفسه الكريمة على حقيقة أحوال هذه الكتاتيب، فليس ذلك إلا لما يعلمه من أن كتاب الله هو رائدنا الوحيد في سعينا وراء المصلحة الدينية والدنيوية، فلا سعادة لنا إلا به. ولذلك يرجو نصره الله من كل أحد منا أن يبذل جهد المستطاع حتى تكون كل حركاتنا وسكناتنا تحت راية القرآن، فإذا حفظناه في لفظه ومعناه ولازمنا تعاليمه الرشيدة وامتثلنا أوامره واجتنبنا نواهيه رجعنا بلا ريب إلى استحقاق قوله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتومنون بالله).

يوم السبت 19 جمادى الأولى عام 1360هـ – 14 يونيو سنة 1941م.